تنزيلا لتوصيات الاجتماع المنعقد يوم الجمعة 05 ماي 2023 خصوصا تلك المتعلقة بالبحث عن سبل واليات التعاون المشترك، ترأس وم الثلاثاء 16 ماي 2023 السيد النائب الأول للرئيس “إبراهيم طير”، نيابة عن السيد رئيس الجماعة “د. هشام القيسوني”، اجتماع عمل مع كل من السيدين “عصام عباسي” عن شبكة الكفاءات الألمانية المغربية و”يوسف تغزاز” عن منظمة الهجرة والتنمية بحضور كل من السادة رئيس القسم الإداري والقانوني، ورئيس مصلحة التجديد الحضري، ونائب رئيس مصلحة الأشغال وتدبير العتاد والآليات.
حيث خصص الاجتماع لبحث تنزيل ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع السابق بخصوص أوجه الشراكة والتعاون في مجالات اشتغال الجماعة لاسيما منها تلك المرتبطة بالبعد البيئي والاستدامة، حيث تم التركيز بصورة أساسية على قطاعات تدبير النفايات الصلبة، الإنارة العمومية، المساحات الخضراء.
افتتح السيد النائب الأول الاجتماع بالتعبير عن شكره لكل من السيد “عصام عباسي” والسيد “يوسف تغزاز” نظير حضورهما الاجتماع وعبرهما الهيئات المدنية التي ينتميان إليها كل من شبكة الكفاءات الألمانية المغربية ومنظمة الهجرة والتنمية كما شكر الأطر الجماعية الحاضرة للاجتماع على انخراطها الجدي في إنجاح مختلف الأوراش التي تشتغل فيها الجماعة، مذكرا بجودة الشراكة التي تجمع جماعة أيت ملول مع منظمة الهجرة والتنمية، وقابلية هذه الشراكة للتطوير ولتشمل أوجها جديدة للتعاون، كما لم يفوت الفرصة في جرد مجمل المخرجات التي خلص إليها الاجتماع السابق، والتي لم يأت اجتماع اليوم إلا لبحث تنزيلها على أرض الواقع، خصوصا إذا ما تم توخي التدريج والبدء بمشاريع صغيرة ومتوسطة قابلة للإنجاز.
السيد عصام عباسي الخبير في المجال البيئي والطاقات المتجددة، وبعد أن عبر عن إشادته بالجماعة ودورها الريادي الذي تضطلع مقارنة مع الجماعات الترابية الأخرى على مستوى مجموعة من المجالات والذي يبقى أبلغ دليل عليها الجوائز التي سبق للجماعة الحصول عليها، حيث ذهب إلى أن هذا الاجتماع ليس إلا شكلا من أشكال البحث لمساعدة الجماعة على تحقيق نفس الريادة في قطاعات ومجالات أخرى، بما فيها قطاعات تدبير النفايات الصلبة، الإنارة العمومية، المساحات الخضراء، كما أكد على ارتباط هذه القطاعات بعضها ببعض وضرورة الاشتغال عليها توازيا خصوصا أمام ما تعبر عن الاحصائيات والأرقام المقدمة من طرف الجماعة والتي تخص كل منها على حدة، عن إمكانية خفض التكلفة إلى حد كبير و قدرة تحويل هذه القطاعات إلى قطاعات منتجة عوض استحواذ فواتيرها على قسط كبير من ميزانية الجماعة كما أنه بإمكانها أن تمول نفسها، وذلك عبر الية الاستثمار فيها والذي من شأنه أن يؤدي إلى نتائج جيدة في الأمد المنظور.
أبدى السيد عصام عباسي الذي عرج في معرض حديثه على الإشادة بتجربة جماعة أيت ملول في تدبير قطاع النظافة في المدينة، وكذا على مجموعة من الأفكار من قبيل الأساليب المتبعة في تدبير مطارح النفايات، وكلفة الطن الواحد منها، وكذا السبل الكفيلة من خفض هذه التكلفة وتحويل القطاع إلى قطاع منتج، -أبدى- استعداده التام لتسخير خبرته لمساعدة الجماعة ومواكبتها في اجراء دراسة أولية لقطاع تدبير النفايات الصلبة، على أساس أن يتم تنزيلها بداية في حي من أحياء المدينة على أن يتم تعميمها في مختلف الأحياء بعد ذلك، مع استحضار الخصوصيات التي تميز كل حي على حدة. حيث أن من شأن انجاز هذه الدراسة عبر تعبئة أطراف أخرى كالجامعة وجمعيات المجتمع المدني وتسخير الإمكانيات اللازمة أن تشكل بداية لخوض تجربة رائدة في التدبير المستدام لقطاع تدبير النفايات الصلبة وعبره القطاعات الأخرى المرتبطة به، حيث أكد المتحدث أن تنزيل هذه التجربة سيتم بالاستفادة من التجارب الوطنية وكذا الدولية (ألمانيا نموذجا) غير أنه لن يكون استنساخا له، بل مثمنا لنقاط قوتها ومستفيدا من نقاط ضعفها.
الأطر الجماعية الحاضرة كذلك والتي تناولت الكلمة تباعا، عبرت هي الأخرى على انخراطها التام في كل ما من شأنه تجويد المرافق التي تشرف الجماعة على تدبيرها، في سبيل تقديم أعلى درجات الجودة من الخدمات للمواطن، بما فيها المشاريع التي تتم في إطار الشراكة المتميزة التي تجمعها مع منظمة الهجرة والتنمية وكذا شبكة الكفاءات الألمانية المغربية، حيث أكد السيد رئيس القسم الإداري والقانوني باعتباره نقطة الارتكاز في علاقة الجماعة مع هاتين الأخيرتين، إضافة إلى كل من السيد ورئيس مصلحة التجديد الحضري، والسيد نائب رئيس مصلحة الأشغال وتدبير العتاد والآليات على توفير جميع المعطيات والوثائق اللازمة لإنجاز الدراسة المقترحة في أفضل الظروف حسب الحاجات المعبر عنها، وكذا الانخراط التام في إنجازها.
وفي الأخير، تناول السيد نائب الرئيس الكلمة للتعبير عن مدى ارتياحه لما الت اليه نتائج الاجتماع، وحجم الأفكار والرؤى التي تم تقاسمها، حيث أكد على ضرورة الالتزام بالبرنامج الزمني المتفق عليه، على أن يتم عقد اجتماع اخر شهر يوليوز يكون مناسبة للحسم في المشروع في صيغته النهائية، وقبل رفع الاجتماع عرج السيد النائب على الإشارة التساؤل حول إمكانية التعاون في قطاعات أخرى لاسيما رقمنة بعض الخدمات عبر انتاج بعض التطبيقات الالكترونية المساعدة في رفع جودة الخدمات والسرعة في التفاعل والاستجابة وخفض التكلفة، من قبيل القطاع الاجتماعي وقطاع الصحة، وهي جميعها قطاعات تدخل في صميم مجالات اشتغال شبكة الكفاءات الألمانية المغربية، إذ رحب ممثل الأخيرة بالفكرة وتم الاتفاق على أجرأتها في لقاءات أخرى مع الأطر المختصة من الشبكة.