في إطار إعداد إستراتيجية محلّية للتّنشيط الثقافي بأيت ملول، والذي تشرف عليه لجنة الشؤون الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والرياضية والصّحية بمجلس الجماعة، نظّمت هذه الآخيرة لقاءً تشاورياً مع جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في المجال الثقافي بدار الحي المزار مساء يوم الأربعاء 23 دجنبر 2016، من أجل وضع إستراتيجية تشاركية للتّنشيط الثقافي ومشروع لتقنين الدّعم العمومي بالمدينة.
وقد أًستهلّ هذا اللّقاء التشاوري بكلمة لرئيس اللّجنة “الحسين حريش” التي رحّب من خلالها بممثلي الجمعيات الذي إستجابوا لدعوة المجلس لعقد هذا اللّقاء الذي يترجم رغبة المجلس في جعل أيت ملول مدينة ثقافية، وقال بأنّ الهدف من هذه اللّقاءات الأوّلية “الإستماع” لإقتراحات الفاعلين المدنيّين من أجل وضع مشروع التّنشيط الثقافي وتقنين الدّعم العمومي، وأضاف بأنّ الإطار القانوني الذي يؤطّر هذه الجلسة هو دستور 2011 الذي إرتقى بالأدوار الأساسية للجمعيات، والقانون التنظيمي 113.14المنظّم للجماعات الذي نصّ على مبدأ التشاور والحوار مع المجتمع المدني، وكلّها معطيات قانونية تترجم صداها في القانون الداخلي لمجلس جماعة أيت ملول و الذي تمّ المصادقة عليه في دورة أكتوبر الآخيرة و ينصّ في بابين منه على إحداث هيئة للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع (الباب الرابع) وإحدات آليات تشاورية للحوار والتشارك (الباب الخامس) وهي محاولة أولى لتجسيد هذا الإلتزام.
وأضاف رئيس اللّجنة أنّ مجلس جماعة أيت ملول يعتبر أنّه لاتنمية إقتصادية بدون وجود إستراتيجية ثقافية ولا إستراتيجية ثقافية بدون مشاركة الجميع في وضع آلياتها وإطار الدّعم لها.
وإثر ذلك ثمّ إستحضار المحاور الأساسية التي من المتوقّع أن تشملها هذه الإستراتيجية وهي : مجال الثقافة الأمازيغية، تأهيل قدرات الفاعلين الجمعويين ،الطفولة والشباب، الموسيقى والفنون التراثية، المسرح والسينما، الإبداع الأدبي، ذاكرة المدينة، الأيام والحلقات الدراسية، الملتقيات الرياضية، المرافق الثقافية…
وقدّ حضر هذا اللّقاء التشاوري أزيد من 60 ممثلاً عن الجمعيات الثقافية بكلّ من حي المزار و قصبة الطّاهر، والذي أشادوا بهذه الخطوة الإيجابية لمجلس الجماعة في عقده لهذا اللّقاء التواصلي، و طرح الفاعلين الجمعويين عددا من القضايا والإنشغالات الثقافية والمتعلّقة أساساً بضعف مجالات الدّعم الممنوح للجمعيات وضبابية معايّير محدّدة لهذا الدّعم، مستحضرين تراجع هذه الأنشطة الثقافية بالمدينة على حساب الأنشطة الرياضية والإجتماعية، ودعا هؤلاء الفاعلين إلى مدينة ذات إشعاع ثقافي خاصّة ماتزخر به المدينة من إرث ثقافية وطاقات إبداعية في شتّى المجالات ، كما تمّ إقتراح إحداث متحف للتراث الثقافي وتعزيز البينات الثقافية المتواجدة بالمدينة بدور للإيواء والإستقبال، كما دعت هذه الجمعيات مجلس الجماعة الترافع من أجل إحداث مندوبية لوزارة الثقافة ومندوبية للشباب والرياضة وآخرى للتعاون الوطني بالمدينة، وتقوية قدرات الجمعيات في الإعداد للمشاريع من خلال تنظيم ملتقيات تكوينة في هذا الصّدد، مع إعتماد منهجية واضحة للّدعم والشراكة وتفعيل آليات المحاسبة.
ويذكر أن هذا اللّقاء يعتبر الثالث من نوعه في عمر المجلس الجديد لمدينة أيت ملول والذي يخصّصه للجمعيات الثقافية في أفق الخروج بمشروع للتّنشيط الثقافي وتقنين الدّعم العمومي.
صور من اللّقاء: